هشام بنعلي قدور
قصة قصيرة بعنوان " العامل الكهربائي"
مصطفى الله يعاون
انا لست مصطفى حتى ارد عليه ، شعرت ببعض الاسى تجاهه عندما لم ارد عليه ،وما شأني حتى ارد عليه ، حمل حقيبته فوق ظهره و تفحصني بنظرات مستغربة كأنه يتسائل مع نفسه لماذا لم يرد عليا هذا الارعن او هذا الاخرق هذا الكلب ...؟، لا اعلم مدى فداحة السبة التي يمكن يكون سبني بها في نفسه ، ولكن ملامح وجهه تشي بخطورة الوضع ، اخذ نفسا عميقا من سجارته واستدار صاعد الدرج الاسمنتي . إنه هنا منذ ساعتين هو و زميله يصلحان بعض الكابلات الكهربائية المعطلة ، رفيقه يرتقي فوق السلم الحديدي المزدوج بإحداث ثقوب في الجدار "بالشنيور" محدثا صوتا مزعجا ، في ما كان هو يوجه له الاوامر ، ربما هو رئيسه او اكثر خبرة منه او انه ببساطة لا يتسطيع صعود السلم نظرا لبدانته المفرطة و قصر قامته ، فبطنه منتفخة بشكل كبير كأمرأة حامل في شهرها التاسع ، بل وكأمرأة حبلى بأكثر من طفل ، ربما طفلين او ثلاثة من يعلم ربما اكثر ، فكثير من الاشياء نراها بأم اعيننا ولا نستطيع لها تفسيرا ،فما بالك بألاشياء التي لا نراه ، لذلك نطرح الكثير من الفرضيات ونخوض في كثير من الاحتمالات لعلنا نفهمها . ثم إن الدين تكون بطونهم اكبر من بقية اطراف جسدهم ، ليسوا بدناء بمعنى الكلمة ، بل بسبب افراطهم في تناول البيرة ، وقد قال قصي بن الكلاب يوما لبنيه "اجتنبوا الخمر، فإنها تصلح الأبدان، وتفسد الأذهان" ، ربما خمرة ذلك الزمان اما خمر هذا الزمان فهي تفسد الابدان و الاذهان ، وربما هو من الاشخاص الذين غالبا ما يشربون البيرة حتى يرو الحمير قردة او كما قال ابو نواس (ألا فاسقني خمرا، وقل لي: هي الخمر***ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ) .
انا لا اعلم كيف لم يستطع ان يميز بيني وبين مصطفى حينما قال مودعا "الله يعاون" ، وهو يعلم ان مصطفى كان يراقبهم ليعلم مدى تقدمهم في اشغالهم ، لا غرابة وانه هو لآخر يتسلل كالثعلب ثم يختفي مثل الذئب لا يترك اثرا قبل حضوره وبعد اختفائه عن شاشة رادار الحواس الخمسة ، لا تعلم متى جاء او متى ذهب او الى اين ذهب او متى سيعود كأنه القدر والعياذ بالله .
خرجت وعدت حامل في يدي كيسا بلاستكيا فيه بعض ما يؤكل ، فأرسل نظراته تجاه الكيس احنى رأسه قليلا كأنه ينتظرك أن ترمي له عظمة ، لو كان له ذيل لحركه من شدة الحماسة ، لكنني حولت الكيس البلاستكي الى اليد اليسرى ، محاولا اخفائه عن أعينه المتلصصة قدر الإمكان ، اعلم انه لن يتناول معي ما في الكيس حتى لو طلبت منه ذلك ، لكنني احببت ان العب معه هذه اللعبة ، كاشفا عن هذه الغريزة الكلبية المتلصصة والمخابراتية الفضولية الفطرية التي تميزنا نحن المغاربة عن بقية الشعوب .
جلست بعيدا عنهم التهم ما في الكيس ، كأنني كلب مغربي حقيقي ، لماذا اصفه بالكلب واستثني نفسي ، ثم إن الكلب من الحيونات التي ذكرت في القرأن الكريم "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم " ، ثم ان بعض الحيونات افضل من بني البشر في كثير من الامور فهي تسمعك وتبتعد هاربة او تغريها بالطعام فتأتي مرهولة ، لأن ليس لها عقل ، الم يقل الله عز وجل في محكمه كتابه " تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا" .
صوت الطعام وهو يمضغ داخل فمي ، يكسره صوتهم القادم من هناك ، هل وصل السلك ؟ يجيبه الاخر لا لا لم يصل ، دفع يمرر السلك داخل الانبوب البلاستكي ، يناديه الاخر نعم لقد وصل السلك ، ثم بعد ذلك يبدآن في إطفاء الازرار و اشعالها هل اشتعل ؟ نعم لقد اشتعل ، ثم يضغط على زر اخر هل إنطفئ المصباح ؟ نعم انطفئ ، ثم ضغط على زر ثالث هل انطفئ
المصباح ؟
لا لم ينطفئ
لكن انطفئ حاسوبي ، لعنة الله عليك وعلى امك يا ولد الكلبة اطفئت حاسوبي ، فقزت من مكاني والغضب يشتد بي ماذا فعلت لقد خربت عمل ساعات من النقر على ازراري الحاسوب بنقرك على زرك الاعوج .
سمحلي اسي محمد راني مادرتهاش بلعاني
لهذا لم ارد عليه لما قال" الله يعاون" مودعا مصطفى الذي كان يقف بينهم واختفى ولم يعلم بإختفائه معتقدا انه مازال هناك .
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك حول الموضوع