حب بشار لشعبه وحب شعبه له

 كتابة : هشام بنعلي قدور .

أجرى بشار الأسد ، حوارا تلفزيا مع قناة سي بي إس الامريكية ، يوم 30/03/2015، تحدث خلالها عن رؤيته  للوضع في سوريا، وأجاب عن أسئلة الصحفي الذي يحاوره بكثير من" المنطقية " ، بل وحاول أن يعطي لمحاوره دروس في ما هو منطقي وغير منطقي في الأزمة السورية من وجهة نظره بطبيعة الحال ، بمعنى أنه أراد أن يظهر لصحافي و من خلال القناة الامريكية لشعب أمريكي ، أنه إنسان عقلاني و يعتمد أساليب عقلانية لا غبار عليها من أجل تحليل الأمور .
لكنه سقط من حيث لا يدري في تناقض صارخ عندما ، بدأ الصحفي يسأله عن شرعيته ، وأنه يفتقد للشرعية و أن منصبه هذا ورثه عن أبيه حافظ الأسد و ما كان ليحصل عليه لولا أنه  لم يكن ابن رئيس سابق .
حاول بشار الدفاع عن شرعيته ، معتبرا إياها شرعية لا تتناطح حولها عنزتان ،وأن شعبه يحبه حبا جما ، وأنه لولا حب شعبه له و تمسكه به  لما بقي في سدة الحكم .
ولما سأله الصحافي عن كيفية معرفته  بحب شعبه له ؟ و أين تتجلى هذه المحبة ؟ أين هي تمظهراتها  ؟ كيف تمكن من قياس ذلك الحب ؟ و ما هي المعايير التي أعتمدها لمعرفة ذلك ؟ أجاب أنه يحس بذلك ، وأنه إنسان له أحاسيس كباقي البشر ، يعلم علم اليقين بفضل إحساسه أن شعبه يحبه .
هنا أوقف بشار كل شيء يتعلق بالمنطق والعقلانية ، لأنه لو أستند إليهما ، لتدليل على مشروعيته فمن المؤكد أنهما سيخونانه بدون شك . لأن المنطق و الواقع يقول أن هناك اكثر من 12 مليون إنسان سوري مشرد ، و 220 مليار قيمة الخسائر في الاقتصاد و البنية التحتية السورية ، وأن نسبة البطالة تصل إلى 60 في المائة و الاهم هذا وذاك هو قتله لأكثر من 210 ألف إنسان و مئات الألف من المعطوبين و مثلهم من الارامل والأيتام و الثكلى و الجرحى والمغتصبات والمغتصبين و ما لا عين رأت و لا اذن سمعت .
ربما يتحدث بشار عن الحب ، لكنه من جانب واحد ، ذلك الحب القاتل ، أي أن حبه لشعبه هو حب قاتل ، ومن الحب ما قتل ، حب شعاراته متعددة و متنوعة من قبيل " بشار ألأسد او نحرق البلد "  فهذا الشعار يعبر عن الحب الذي يمكن أن يحرق البلد ، فحال لم يأخذ بعين الاعتبار بقاء بشار و ال الأسد ، وهناك شعار أخر يقول " الأسد أو لا أحد " يعبر عن الحب العميق والجياش الذي يمكن أن يفني الإنسانية جميعها في سبيل خلود الأسد و الذي يعبر عنه أيضا شعار  "الأسد إلى الابد ".
إذا كل هذه الشعارات ، تعبر بالملموس ، و بما لا يدع مجالا لشك ، عن حب بشار أبو البراميل لشعبه ،  حب لا يختلف عن حب البغدادي و حب القاعدة والدواعش و حب بوكو حرام  وأبو جعفر وأبو جهل ، وغيرهم ألآباء الذين يعيثون فسادا في العرض والأرض على طول الخريطة العربية والإسلامية .
هل قدر الشعب السوري ، والشعوب العربية ان تظل حبيسة هذه الثنائية ، حبيسة أمران احلاهما مر ، إما أن تستمر الأنظمة المستبدة في الحكم و الاستئثار بالسلطة  ، أو تأتي جماعات قاطعي الرؤوس و أكلي لحوم البشر لتتحكم في مصائرهم، ألا توجد منطقة رمادية تقع بين الابيض والأسود ؟ يمكن للجميع التجمع داخلها بدل التعصب لرأي ، ألا توجد داخل المجتمعات العربية ثقافة التوافق و احترام الاختلاف؟



تعليقات