كتابة : هشام بنعلي قدور .
من يقول لي و يؤكد لي، بما لا يدع مجالا لشك، أن ما
اعيشه الآن و ما اراه و ما أسمعه، و ما
أختبره من انفعالات و احاسيس ( غضب، وفرح ، وسرور ، وحزن ...) ، لا يعدوا أن يكون
حلما لا غير ؟ خصوصا وأنه عندما أنام، أرى
مثل هذه التجارب النفسية و العاطفية و اختبرها كأني اعيشها في الحقيقة التي نفترض
انها حقيقة و الحلم الذي نفترض أنه حلم .
ماذا لو كان الحلم هو الحقيقة و الحقيقة التي
نقول عنها حقيقة وواقع مجرد حلم ؟ في ما نفترضه حلما، نرى أناسا، نرى أماكن غريبة
جدا، نرى أشكالا عجيبة، واكثر من ذلك نحس بها و نفرح بها و نحزن و نتألم منها .
رأيت في ما رأيت، في أحد ما نسميه أحلاما، فتاة جملية في غاية الروعة و الجمال و اللطف و الظرافة،
فهفا لها قلبي، وارتاح لها أيما ارتياح و اعجب بها أيما إعجاب، فوضعت يدي في يدها
و سرنا نجري في أحدى الغابات ، وبعض الاشخاص يلاحقوننا يريدون بنا شرا . و أنا أخط
هذه الكلمات، استذكر ذلك "الحلم " أشعر ببدني وجسدي يقشعر، من هول وجمال
تلك اللحظة، فاختلطت فيها المشاعر بين الخوف و الحب والإعجاب . الخوف من هؤلاء
الذين يلاحقوننا ، و مشاعر الحب والإعجاب التي غمرتني رفقة تلك الفتاة ، المخلوقة
العجيبة .
فضلوا يلاحقوننا،
و أنا وهي نجري، إلى أن وصلنا إلى إحدى الطرق، و امتطينا إحدى المركبات العجيبة ،
الشبيه بالحافلة و هي ليست بحافلة تحديدا ، لكنها هجين من عدة المركبات ، وكان
لونها احمر فاقعا .
بعد ذلك استيقظت مما يفترض به أنه حلم، إلى ما يفترض به
أنه واقع و حقيقة و أنا ارتعش و اتصبب عرقا ، كأني كنت أخوض هذه التجربة بحذافيرها
و بكياني كله . فهذا الامر دفعني إلى التساؤل حول ما هو الواقع ؟ وما هو الحلم ؟ و
خصوصا و أنه عندما ننام ليلا فإننا نستيقظ لنرى و لندخل عالم مختلف نختبر فيه
احاسيس جديدة ، و عندما نستفيق مما افترضناه في بادئ الامر حلما ، إذن فربما لا
ننام إلا لنستيقظ و لا نستيقظ إلا لننام ، فأين نتواجد نحن الآن ؟ هل في ما نسميه
الواقع أم في ما نسميه الحلم ؟ أم في مكان ثالث .
قد يقول قائل، أن ما نسميه الواقع ، هو الحقيقة ، لماذا
؟ لأنه اكثر منطقية من مما نسميه الحلم ، لأن ما نسميه الحلم يعتبر غير منطقي و
غير متصل و غير متسلسل ، فمرة تجد نفسك في مكان و تعيش احداث و تنتقل إلى مكان اخر
، بمعني ليس هناك تسلسل، ليس هناك منطقية في الأحداث .
لكن هذه الاشياء التي نسميها بالمنطقية والغير المنطقية
، قد تكون كلها خادعة، مثل الحركة
الظاهرية لشمس، حيث نرى ظاهريا، أن الشمس هي التي تدور حول الأرض، لكن هذا غير صحيح ، فقد تبث علميا و بالبراهين أن الأرض هي التي تدور حول الشمس. كما ثبت علميا أن
دماغنا يخدعنا ، وحواسنا كذلك ؛ فما نسمعه من أصوات و نراه من ضوء و ألوان،
هي في الحقيقة مجرد موجات، لا أقل و لا أكثر، يقوم دماغنا بترجمتها لكي نتعرف
عليها ، فكلما تغيرت أطوال الموجة تغير اللون إلى اخضر أو احمر أو ازرق أو غير ذلك
لأن لكل لون طول موجي خاص به ، وكلما تغيرت أطوال الموجة الصوتية تغيرت النوتة
والنغم الذي نسمعه . فدماغنا أشبه بالتلفاز تماما، فالتلفاز يتلقى أمواج صوتية من
القمر الاصطناعي ويعالجها و يحولها إلى صوت وصورة كما نشاهدها نحن . و لأزيد على
سبق من أجل التأكيد على أن ادمغتنا تخدعنا و أنها قاصرة على تقديم صورة حقيقة و
شاملة ومتكاملة لنا ، الاشعة الفوق البنفسجية و تحت الحمراء لا نستطيع رؤيتها ،
كما أن هناك الترددات فوق صوتية و تحت
صوتية لا يمكننا سماعها. سؤالي إذن، أين الحلم وأين هو الواقع ؟ أين الحقيقة و أين
هو الخيال ؟
الخيال هو ما يصوره لنا دماغنا و يغير من حقيقته
ردحذفاما حقيقة كدب بعض الناس و كذب دماغنا نكشفه يوما بعد يوم
ككشفنا ان الضوء و الصوت موجات
الخيال هو ما يصوره لنا دماغنا و يغير من حقيقته
ردحذفاما حقيقة كدب بعض الناس و كذب دماغنا نكشفه يوما بعد يوم
ككشفنا ان الضوء و الصوت موجات
خليل مفتاح