عن فيلم Bloodworth الأمريكي .. نافذة على المجتمع الامريكي

كتابة : هشام بنعلي قدور .

يحكي فيلم Bloodworth عن جانب من الحياة العائلية داخل المجتمع الامريكي ، وعن علاقة أفراد العائلة بعضهم ببعض . رب العائلة إي.إف بلودورث ، يترك عائلته المكونة من الام "جوليا "و أبنائها الثلاثة "ورين"و"بويد" و"بريدي" ، وراح في طريقه حاملا قيثارته وعاش متجول على طول أمريكا وعرضها ، متحررا من مسؤولياته الاسرية ، يعيش حياة صاخبة سمتها السكر و مرافقة النساء .
بقية الام "جوليا" مع أبنائها الثلاثة ، حيث صعب عليها لوحدها السيطرة على رغباتهم وميولاتهم و شخصياتهم الشبيهة بشخصية أبيهم ، خصوصا "ورين"وبويد" ، أما " بريدي" فكان مختلفا عنهم إلى حد ما ، حيث كان مهووسا ومحبا للحيوانات الاليفة كالكلاب و الدجاج و وغيرها ... ومطاردة الحيوانات البرية في ريف تينيسي مما جعله مسخرة في البلدة ، مما زاد من وطئ السخرية هو كونه متخلف عقليا أو هكذا كان يوصف بعدما تعرض لركلة جواد على رأسه.
بعد 40 سنة من التجول عاد إي.إف بلودورث إلى  بلدته الهادئة في "تينيسي " ، بعدما كان قد ارسل بعض المال (4000)دولار إلى إبنه "بريدي" من أجل ان يشتري له مقطورة  ليقضي ما تبقى من حياته.
 التقى "إي.إف بلودورث" مع حفيده " فليمينغ" إبن "بويد"صدفة و نقله إلى مقطورته، تعرف الجد على حفيده أثناء حديتهما عن البلدة و أهلها ، فأخبره بهويته، كان اللقاء باردا بطبيعة الحال بين الحفيد وجده ، لكن الحفيد تعامل معه بشكل طيب .
 التقى الجد بعد ذلك بابنه السكير " ورين " الذي يطابقه في الشكل و المضمون، قضى معه بعض الوقت قرب البحيرة وسئل الأب عن إبنه "بويد"، قال "ورين "  ذهب للبحث عن زوجته ، أم" فليمينغ" التي رحلت مع أحد أصدقاءها ، ودع المخمور "ورين" أباه ، فدعاه "إي.إف بلودورث" إلى أخد حذره أثناء سياقة السيارة، رد عليه "ورين" لقد فات الأوان عن أخد الحذر  يا أبي.
"بريدي" هو الولد الوحيد من أبناء "إي.إف بلودورث" الذي كان يكره أباه  بشكل كبير و يعبر له عن ذلك بشكل صريح ، وكان في المقابل يحب بشكل كبير أمه "جوليا"، وكان يعتبرها ضحية لأبيه الذي لا يستحقها . قال بريدي لأبيه في أحد الأيام بالحرف " إنك ستذهب إلى الجحيم مباشرة ، وبدون حساب"
ما اعجبني في سناريوا وحوار الفيلم ، هو ذلك القاموس و تلك اللغة و التعابير المستعملة ، وهو قاموس يشبه إلى حد ما القاموس الذي نستعمله نحن المغاربة ، بما يدل على تقارب ثقافي وإن بشكل جزئي. ك ،عندما تحدث بريدي لأبيه وقال له " أنك ستذهب إلى الجحيم مباشرة ، وبدون حساب"
أو عندما سئلت "ريفن" صديقها "فليمينغ"  هل هو ينحدر من تينيسي أو من مكان أخر من الولايات المتحدة الامريكية ، نظرا لأن لهجته تختلف لهجة الريفيين هنا على حد تعبيرها ، و أن هذه اللهجة  أو اللكنة غالبا ما تثير سخرية و استهزاء ساكنة نيويورك أو هوليوود.
أو تحذير أم "ريفن" لإبنتها بلغة شديدة اللهجة ، عندما وجدتها رفقة صديقها "فليمينغ" من مغبة الاستمرار في مرافقته ، او مرافقة غيره، لأن الرجال في نظر أم "ريفن" كلهم حثالة و وكلهم متشابهون، وبأنهم بمجرد ما يقضون وطرهم منها لن يلتفتوا لها مجددا، فدعتها إلى محافظة على شرفها و الاهتمام بالأمور التي ستنفعها .
الجدة الطيبة الحنون "جوليا" ـــــ أنا شخصيا أحببت هذه الشخصيةـــــــ كانت دائما تسأل حفيدها "فليمينغ "عن حاله ، وتهتم به وتحضر له الطعام ، وتقول له هل أنت جائع يا بني هل أحضر لك الطعام . كما نقول نحن المغاربة "اللي جداه في العرس ما يبات بلا عشا"

إذن فالفيلم يقدم نافذة نطل من خلالها على المجتمع الامريكي ، لكي نتعرف على القاسم المشترك بين المجتمعات الشعوب ، وما يميز هذه الثقافات ؟ أين نختلف وأين نلتقي .

تعليقات