د. خالص جلبي : مقال "انظمة الحكم " جريدة الراية القطرية
يقول (الكواكبي) عن التعليم: (المستبدّ لا يخشى من علوم اللغة المقوّمة للسان.. وكذلك لا يخاف من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة ولا تُزيل غشاوة، ولكن ترتعد فرائصه من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية والفلسفة العقلية وحقوق الأمم وسياسة المدينة والتاريخ المفصّل وغيرها من العلوم الممزّقة للغيوم... ويُقال بالإجمال إن المستبد يخاف من العلوم التي تُوسّع العقول وتُعرّف الإنسان ما هو الإنسان وما هي حقوقه وهل هو مغبون وكيف الطلب وكيف النوال وكيف الحفظ ؟ ... المستبدّ كما يبغض العلم لنتائجه يبغضه لذاته لأن للعلم سلطانًا أرقى من كل سلطان ولذلك لا يُحبّ المستبدّ أن يرى وجه عالم ذكي فإذا اضطرّ لمثل الطبيب والمهندس يختار المتملق، وعلى هذه القاعدة بنى (ابن خلدون) قوله: (فاز المتملقون) وينتج من هذا أن بين الاستبداد والعلم حربًا دائمة.. يسعى العلماء في نشر العلم ويجتهد المستبدّون في إطفائه والطرفان يتجاذبان العوام. ومن هم العوام؟ هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا وإذا خافوا استسلموا وهم الذين إذا علموا قالوا ومتى قالوا فعلوا. العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل فإذا ارتفع الجهل زال الخوف وانقلب الوضع. والطغاة يُمسكون الشعوب بخيطان رفيعة من الخوف. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.
يقول (الكواكبي) عن التعليم: (المستبدّ لا يخشى من علوم اللغة المقوّمة للسان.. وكذلك لا يخاف من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة ولا تُزيل غشاوة، ولكن ترتعد فرائصه من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية والفلسفة العقلية وحقوق الأمم وسياسة المدينة والتاريخ المفصّل وغيرها من العلوم الممزّقة للغيوم... ويُقال بالإجمال إن المستبد يخاف من العلوم التي تُوسّع العقول وتُعرّف الإنسان ما هو الإنسان وما هي حقوقه وهل هو مغبون وكيف الطلب وكيف النوال وكيف الحفظ ؟ ... المستبدّ كما يبغض العلم لنتائجه يبغضه لذاته لأن للعلم سلطانًا أرقى من كل سلطان ولذلك لا يُحبّ المستبدّ أن يرى وجه عالم ذكي فإذا اضطرّ لمثل الطبيب والمهندس يختار المتملق، وعلى هذه القاعدة بنى (ابن خلدون) قوله: (فاز المتملقون) وينتج من هذا أن بين الاستبداد والعلم حربًا دائمة.. يسعى العلماء في نشر العلم ويجتهد المستبدّون في إطفائه والطرفان يتجاذبان العوام. ومن هم العوام؟ هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا وإذا خافوا استسلموا وهم الذين إذا علموا قالوا ومتى قالوا فعلوا. العوام يذبحون أنفسهم بأيديهم بسبب الخوف الناشئ عن الجهل فإذا ارتفع الجهل زال الخوف وانقلب الوضع. والطغاة يُمسكون الشعوب بخيطان رفيعة من الخوف. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك حول الموضوع