هشام بنعلي قدور
ما حدث في تركيا ،
من محاولة انقلابية فاشلة ضد نظام ديموقراطي منتخب من الشعب بقيادة طيب رجب
اردوغان ، غير مقبول ومرفوض تماما من طرف الجميع ، سواء داخل تركيا أو خارجها .
السر وراء هذا
الرفض يجد تفسيره في الاعجاب بالتجربة التركية ، من طرف شرائح وفئات واسعة من
الشعوب العربية و الاسلامية ، استطاعت من خلالها تركيا التغلب على الكثير من
العقبات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي اعترضتها سنين طويلة ابان حكمها
من طرف العسكرين الذين لا يعرفون كيف تدبر الامور السياسية او الاقتصادية أو...
بقدر معرفتهم بالخطط العسكرية و تنفيذها و متى يتم الهجوم و متى يكون الانسحاب
التكتيكي و كيف يتم تدمير المواقع و تفجير الناس وقتلهم .
ونفس السياق يجب ن
ننوه بحزب العدالة و التنمية التركي الذي قاد هذه الثورة الاقتصادية و الاجتماعية
الهادئة التي وضعت تركيا على الطريق الصحيح ، وهو الشيء الذي حاولت الذئاب
الملتحية المغربية الركوب عليه ، على اعتبار ما راكمته من تجارب و اختصاصها في هذا
النوع من الرياضات و هي رياضة ركوب الامواج والإحداث . وهنا فلتسمح لنا الذئاب
الملتحية أن نقول لها أنها لا تشترك مع حزب العدالة والتنمية إلا في الاسم فقط .
التعامل مع
الانقلابيين العسكريين من طرف القضاء العسكري التركي ، يجب ان لا يكون على قدم
المساوة ، لأن المسؤولية تختلف كلما اختلفت الرتب العسكرية ، و عليه فالجندي
العادي يتحمل مسؤولية اقل بكثير من ضباط الصف أ و الضباط الذي يعطون الاوامر و
ينفذها الجنود ، مع العلم ان اهم شيء يتعلمه الجنود هو الانضباط و احترام الاوامر
و تنفيذها ، فعندما يطلب انقلابي من جندي الخروج ،فعلى الاخير ان ينفذ الامر حرفيا
وان لا يناقش رئيسه إلى اين سنخرج و لماذا سنخرج أو أو ...إلخ نفذ و اصمت .
خروج الانقلابيين،
و في هذا الوقت ،و ضذ نظام ديمقراطي يحظى بشعبية كبيرة في الداخل والخارج التركي ،
يبدو عملا في غاية الغباء . لا يمكن استبعاد ان يكون عبارة عن رسائل سياسية بطعم
عسكري موجهة لأردوغان و لتجربة التركية و كذلك لتقارب التركي الروسي الذي حدث
مؤخرا . الايام و التحليلات ستكشف المزيد من خيوط هذه اللعبة الخطرة التي يلعبها
الكبار.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك حول الموضوع